کد مطلب:239586 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126

النظام القائم لا یمثل وجهة نظره فی الحکم
و الأهم من كل ذلك : أن شروطه هذه كانت بمثابة الرفض القاطع لتحمل المسؤولیة عن أی تصرف یصدر من الهیئة الحاكمة . و لیس



[ صفحه 349]



للناس - بعد هذا - أن ینظرو الی تصرفات و اعمال المأمون و حزبه ، علی أنها تحظی برضی الامام (ع) و موافقته . و لا یمكن لها - من ثم - أن تعكس وجهة نظره (ع) فی الحكم و رأیه فی أسالیبه ، التی هی فی الحقیقة وجهة نظر الاسلام الصحیح فیه . الاسلام .. الذی یعتبر الأئمة (ع) الممثلین الحقیقین له ، فی سائر الظروف ، و مختلف المجالات ..

و انطلاقا مما تقدم : نراه (ع) یرفض ما كان یعرضه علیه المأمون ، من: كتابة بتولیة أو عزل الی أی انسان .. و یرفض أیضا : أن یؤم الناس فی الصلاة مرتین .. الی آخر ما سیأتی بیانه .

و فی كل مرة كان یرفض فیها مطالب المأمون هذه نراه یحتج علیه بشروطه تلك؛ فلا یجد المأمون الحیلة لما یریده ، و تضیع الفرصة من یده .

و لابد من ملاحظة : أنه عندما أصر علیه المأمون بأن یؤم الناس فی الصلاة ، و رأی علیه السلام : أنه لابد له من قبول ذلك - نلاحظ - : أنه اشترط علیه أن یخرج كما كان یخرج جده رسول الله (ص) ، لا كما یخرج الآخرون ..

و لم یكن المأمون یدرك مدی أهمیة هذا الشرط ، و لا عرف أهداف الامام من وراء اشتراطه هذا ؛ فقال له و لعله بدون اكتراث : أخرج كیف شئت .. و كانت نتیجة ذلك .. أنه (ع) قد أفهم الناس جمیعا : أن سلوكه و أسلوبه ، و حتی مفاهیمه ، تختلف عن كل أسالیب و مفاهیم و سلوك الآخرین . و أن خطه هو خط محمد (ص) ، و منهاجه هو منهاج علی (ع) ، ربیب الوحی ، و غذی النبوة ، و لیس هو خط المأمون و سواه من الحكام ، الذین اعتاد الناس علیهم ، و علی تصرفاتهم و أعمالهم .

و لم یعد یستطیع المأمون ، أن یفهم الناس : أن الحاكم : من كان ، و مهما كان ، هذا هو سلوكه ، و هذه هی تصرفاته . و أن كل شخصیة : من و مهما كانت ، و ان كانت قبل أن تصل الی الحكم تتخذ العدل ،



[ صفحه 350]



و الحریة : و المساواة ، و غیر ذلك شعارات لها ، الا أنها عندما تصلی الی الحكم ، لا یمكن الا أن تكون قاسیة ظالمة ، مستأثرة بكل شی ء ، و مستهترة بكل شی ء ؛ و لذا فلیس من مصلحة الناس أن یتطلعوا الی حكم أفضل مما هو قائم ، حتی ولو كان ذلك هو حكم الامام (ع) المعروف بعلمه و تقواه و فضله الخ .. فضلا عن غیره من العلویین أو من غیرهم - لم یعد یستطیع أن یقول ذلك - لأن الواقع الخارجی قد أثبت عكس ذلك تماما؛ اذ قد رأینا : كیف أن الامام (ع) بشروطه تلك ، و بسائر مواقفه من المأمون و نظام حكمه ... یضیع علی المأمون هذه الفرصة ، و لم تجده محاولاته فیما بعد شیئا . بل ان كثیرا منها كان سوءا و وبالا علیه ، كما سیأتی ..